مات من اجل الحب
هذا هو أتعسهم جميعا ..وأفقرهم جميعا.. انه الفنان الرسام القدير ((فنسنت فان كوخ )).. الذي قضى حياته كلها جائعا إلى الحب فلا يجده.. وجائعا إلى الطعام فلا يتذوقه..ثم أصبحت لوحاته تدر عشرات الملايين.. ولكنه بعد أن شبع موتا..
كان قلب ((كوخ)) عامرا بالحب والحنان..ويقول الطبيب الذي رافقه في أيامه الأخيرة داخل مصحة الأمراض النفسية أن (( فان كوخ)) كان مثالا للإنسان الرفيق المتدفق العاطفة المتعطش إلى الحب..ولكن هذا النموذج من البشر اصبح مكانه خلف جدران المستشفيات..فلم تعد الناس تصدق أن أي قلب ممكن أن يحمل كل هذا القدر من الحب..
عاش ((فان كوخ)) ألمع الفنانين التأثيريين على معونة صغيره كان أخوه يرسلها له حيث يكون.. وذات يوم ذهب الفنان لزيارة أخيه فقابل أرمله شابه جاءت تخفف عن أحزانها بهذه الزيارة..واحبها فان جوخ واخذ يرعاها محاولا إعادة البسمة إلى وجهها الذي كساه الحزن..وفي البداية تلقت الأرملة التي كانت تكبره ببضعه أعوام..هذه العناية ببساطه..ولكن عندما صارحها ((فان كوخ)) بحبه أصيبت بفزع شديد .. وأبدت رفضها التام لهذا الحب..وأسرعت عائده إلى بيت أسرتها في امستردام..
وارسل لها ((فان كوخ )) عشرات الرسائل المتدفقة بالحب ولكنها لم ترد عليها فلم يتردد في الذهاب إلى منزل أسرتها في امستردام..ولكنها لم تكد تراه حتى تركت المنزل وفرت هاربة..وحاول أهلها أن يشرحوا له أن الأرملة مازالت على ولائها لزوجها الراحل..ولكن إصراره دفعه إلى وضع يده على لهب الشموع مطالبا السماح له برؤيتها بقدر ما تبقى يده في النار..
ولكن حتى هذا لم يقنعهم..ولم يقنعها.. فذهب إلى أحد المقاهي وقطع أذنه و أرسلها لها في صندوق صغير..ولما لم ير فائدة من كل ما فعل..اخرج مسدسه و أطلقه على رأسه..وجاءت النهاية التعيسة لهذا الفنان في 29 يناير 1890 وجاء في مذكراته..((كل ما أتمناه ..جنيه كل شهر..وامرأة احبها..ونصف دسته من الأطفال..ومائدة طعام دافئة محاطة بالأصدقاء..تطل نافذتها على حديقة صغيره..)).